[Date Prev][Date Next][Thread Prev][Thread Next][Date Index][Thread Index]

Re: [doc] ISO 639-3 Arabic is 30 languages




On 02 يول, 2016 م 05:56, doc-request at arabeyes dot org wrote:
> 
> Message: 1
> Date: Sat, 2 Jul 2016 18:33:15 +0300
> From: Muayyad AlSadi <alsadi at gmail dot com>
> To: Documentation and Translation <doc at arabeyes dot org>
> Cc: General Arabization Discussion <general at arabeyes dot org>
> Subject: Re: [doc] ISO 639-3 Arabic is 30 languages
> Message-ID:
> 	<CAM95Wt3SF+d6MWq55g=NytkOr7bz=DoPatOqw2D6J4Lo5o1Ayg at mail dot gmail dot com>
> Content-Type: text/plain; charset=UTF-8
> 

رأيي أن نقاط النقاش و دفوع المتناقشين هنا ليس متسقة.

> بالعكس تماما. اللغة الإنجليزية الأمريكية لها أدب يدرس بالجامعات وقد درسني
> بروفيسور تخصصه أدب أمريكي. هناك معاجم باللغة الإنجليزية الأمريكي. هناك
> دوريات تصدر باللغة الإنجليزية الأمريكية. هناك دول تصدر قوانينها مكتوبة
> باللغة الإنجليزية الأمريكية ولها مناهج تعليمية رسمية بتلك اللغة. كذلك
> الإنجليزية البريطانية والاسترالية و....

نعم، يوجد أدب أمريكي و إنكليزي و إسكتلندي و أيرلندي باللغة الإنجليزية
يُدرَّس في الجامعات باعتبار الأدب ظاهرة ثقافية اجتماعبة تتفاوت بين
المجتمعات حتى بفرض أنه مكتوب بلغة يُقصد بها أن تكون موحدة و معيارية، و
بالطبع توجد تفاوتات في الاستعمالات اللغوية، لا بين آداب البلاد المختلفة
فحسب، بل بين البيئات الاجتماعية و الثقافية في البلد الواحد، و بين
الأجناس الأدبية. هذا كله مدروس.
لاحظ أنه يوجد أدب باللغة الإنكليزية في الهند و بلاد عربية و نيجيريا و
بلاد أخرى، إلى جانب البلاد التي الإنكليزية فيها هي اللغة الأولى مما
ذكرتم. نجد الاختلافات في تلك الأنماط تقل عندما نكون بصدد نصوص أكاديمية
نمطية، لأن اللغة الأكاديمية لغة مصطنعة تقوم على الصيغ و التراكيب
المستقرة. بينما نجدها تزيد كلّما ازداد موضوع الحديث محليّة و كلّما قل مستوى
تعليم الأفراد المتحدّثين مثلا.


> في المقابل لا يوجد شيء اسمه الأدب باللغة المصرية ولا يوجد لها معاجم ولا كتب
> قواعد (مثلا متى تلحق الباء بالفعل في اللغة المصرية؟ "أصل أنا كنت بدرس") ولا
> يوجد دولة تصدر قوانينها باللغة المصرية ولا تدرس مناهجها اللغة المصرية.
> الشيء الوحيد هو أن حفنة إمعات لمعهم الإعلام الموجه قدمهم على أنهم أدباء
> لأجل أجندات نعرفها جميعنا.

يوجد فعليا أدب بتنويعات العربية المحكية في مصر. و هو يُدرّس في تخصصات
الأدب الأكاديمية و تُكتب فيه مقالات النقد و التحليل. لا مجال لإنكار هذا.
بل إن الإنتاج الأدبي بتنويعات اللغة المحكية في مصر في السنوات الأخيرة
يزيد كمًّا عن المكتوب بكل أنماط العربية القياسية.

و إنَّ وجود كُتِبٍ تجمع مفردات اللهجات العربية المحلية و استعمالاتها التي قد
تتفاوت بين الأقاليم (و لا أقول البلاد بحدودها السياسية) أمر مشهود منذ
القِدَم، و هو أمر طبيعي و مطلوب، كذلك فوجود كتب تسجّل نحو اللهجات العربية
المختلفة المعاصرة هو كذلك واقع. توجد مناهج نظامية لتدريس العربية للأجانب
باللهجات المصرية (القاهرية) و الشامية (الدمشقية) بنحوها و صرفها و مفرداتها.

مسألة "لغة أم لهجة" هي مسألة سياسية في المقام الأوّل. أحب أن أذكر في هذا
المقام مثالا لغة مولدوفا\رومانيا. فمسألة "هل توجد لغة مصرية معاصرة" هي
مسألة طرفاها هم القوميون اللغوين العرب من ناحية و القوميون
اللغويون\الثقافيون المصريون من الأخرى، و بينهما طيف من العقائد السياسية.
كذلك مسألة هل توجد "لغة مصرية معاصرة واحدة" أم "لغات مصرية معاصرة" هي
كذلك مسألة سياسية أحد طرفيها الدافعون بمثالية لهجة القاهرة و شموليتها و
الآخر دعاة اللامركزية اللغوية و نبذ هيمنة المركز (في مفارقة مع من ينبع
جانب من طرحهم من رفض هيمنة تاريخية مفترضة للهجة قرشية مفترضة).

الاختلافات بين اللهجات المحكية بين أقاليم العالم العربي واقع لا يجوز
إنكاره. ينبغي أن تكون لدينا القدرة على إدراك الواقع و فهمه و تسجيله. و
ما دامت الظاهرة الاجتماعية الثقافية موجودة فالمنهج العلمي يقضي بأن تكون
لدينا مصطلحات للنقاش فيها، و رموز لترميزها. التجاهل لن يغيّر الواقع. مع
ذلك فاللغويون المعاصرون من الأجانب - غير المعنيين بصراعاتنا السياسية
الداخلية - يرون أن اللهجات العربية المحكية المعاصرة هي في عمومها تنويعات
على لغة واحدة هي العربية. إلى الآن على اﻷقلّ.

نقطة *التنصير* متهافتة ليس لدي ما أعلق عليها به غير أن العربية
بتنويعاتها المحلية هي اللغة الأم لعدد من المسيحيين العرب يزيد على سكان
بعض دول أوروبا، و أنَّ بعضهم ساهموا تاريخيا في تطويرها في العصور المختلفة،
سواء بالترجمة في العصور الوسطى أو بالتحديث في عصر التنوير، و أنهم
يساهمون في تطويرها يوميا باستعمالها و بالتأليف بها في شتى مناحي الحياة.

أما مسألة الاستعمار فرأيي أنه أسهل الحجج و أكثرها سطحية و لاجدوى في هذا
النقاش. لعلّكم تدركون أن دعوات اعتماد اللهجات المحلية و استبدال الأحرف
العربية باللاتينية و ما إلى ذلك هي دعوات تاريخية في العالم العربي، بعض
شخوصها هم أيضا رموز حركات الوطنية\القومية. نحن في دور انحطاط حضاري و لا
إسهام لنا في المعرفة العالمية لذا فالنمط القياسي من العربية لم يعد هاما
لأنه لم تعد مفيدا لأغلبنا، بينما اللهجات المحلية لا غنى عنها.

سؤال أي التنويعات اللغوية أنسب للتطبيقات المختلفة هو الجدير بالنقاش، و
هو سؤال مختلف بالكلية عن كل ما سلف. رأيي في هذه المسألة إن وجود لغة
قياسية مفهومة على أوسع نطاق زماني و مكاني هو أمر بالغ الفائدة للقدرة على
مراكمة المعارف و العلوم، و هو أمر حتمي في حال تسجيل القوانين و أعمال
الإدارة. فللسبب الأول بقيت اليونانية ثم اللاتينية ثم عربية القرون الوسطى
سائدة لقرون لغة للعلوم، و للسبب الثاني ظلّت اليونانية البيزنطية و
الآرامية الإمبراطورية سائدتين لقرون في الإمبراطوريتين الرومانية الشرقية
و الفارسية، حتى بعد أن لم تعد الأولى لغة محكية في الشارع، و حتى مع أنّ
الثانية لم تكن لغة نشأت في لُبِّ الأقاليم الفارسية و لا لغة أغلب المحكومين
في الإمبراطورية في أيّ وقت!

من المفيد عمليا وجود لغة عربية قياسية مفهومة على نطاق واسع، لأسباب
اقتصادية و لمراكمة المعرفة. تاريخ الأوربيين في إيجاد لغة موحدة بينهم
ينبغي أن يكون دالا، كما يجب أن يكون دالا الدور الذي لعبته لُغات مصطنعة
مثل الألمانية القياسية و الفرنسية الموحّدة بالقانون و العبرية الحديثة في
قيام دُوَلِها. لكننا يجب كذلك أن نكون مدركين أنَّ لغة عربيةً قياسيةً ما لن تكون
اللغة الأم لأي إنسان، مثلما هو حال الأنماط القياسية لكل اللغات الكبرى، و
أن نُدرك كذلك أن وجود لغة قياسية لن يقضي على - و لا هو مطلوب - تنويعات
اللغات المحلية المحتوم وجودها بسبب اختلافات الظواهر المجتمعية و الطبيعية
التي تُحتِّم وجود قدرة لدى الناس على التعبير عنها (ما ألفاظ طقوس و عادات و
حاجيات الزواج المادية في بلدك؟ ما أسماء حالات المناخ و أنواع النبات و
الحيوان و التضاريس في إقليمك؟)

من المفيد كذلك أن نُدرك أنَّ أيَّ تنويعة عربية قياسية مُنمّطة ينبغي أن تكون حيَّة
متجدِّدة بحساب لكي يدوم مفيدًا، و أنَّ العربية القياسية المعاصرة أو تلك التي
وضعها النُّحاة القُدماء في القرون الوسطى كانت أيضا لغة مُصطنعة لا لغةً أمًّا
لأيِّ عربي، فالعرب القدماء تحدثوا تنويعات من العربية كانت متباينة بقدر
تباين لهجات اليوم، لكن حتَّم تقنينها و تسجيلها و ضبطها اتّساع أفق الحضارة
العربية التي التقى فيها العرب بغيرهم من الشعوب المستعربة و ظهور الحاجة
إلى نظم إدارية لتسيير شؤون تلك الأمصار و كذلك الدور الذي لعبته دراسات
القرآن و العقيدة التي كانت من مقومات تلك الدولة.

و سلام،
أحمد غربية