[Date Prev][Date Next][Thread Prev][Thread Next][Date Index][Thread Index]

Re: Doc Digest, Vol 53, Issue 13



مؤيد،

> يبدو أنك لم تفهم كلامي كما قلته
> أنا أؤمن بأن كل الناس أخوة
> ولست ممن يؤمن بالنقاء العنصري

طيب، أصدقك طبعا. لكن ما كتبت لم يوضح لي قصدك.


>>  كتبت مستنكرا ">  من قال أنهم عرب"
>>  إن كنت تقصد بالمصريين هنا الجماعة البشرية التي كانت تعيش في وادي النيل
>>  منذ آلاف السنين، فعندها قد تكون مصيبا جزئيا، لكن حتى عندها فإنك تهمل
>>  هجرات الشعوب التي لم تكف يوما. أم هل ظننت أن نزوح الأقوام من جنوب
> رويدك
> هون عليك
> انا أقصد أننا لا نعيش في عصر الاعتداد
> حيث اختلط لسان العرب الأقحاح بالأعاجم
> فما بالك بمن هم ليسو عرباً

إن كان ما تقصده هو قياس الفصاحة و صحة استخدام اللغة فهذا كان يمكن أن
يكون صحيحا لو كنت تقارن بين اللغة العربية على ألسنة جماعات و أفراد
عاشوا في الفترة ذاتها؛ فترة بداية تاسيس الدولة الإسلامية و اختلاط
العرب بغيرهم؛ لكن عنصر الزمن يجعل هذه المقارنة لا تستقيم في عصرنا
الحاضر.فلا يمكن القول أن استخدام الحجازيين المعاصرين أو عرب بادية
الشام اللغة العربية أصح من استخدام غيرهم، مع علمنا بأنهم أقرب إلى ما
كان تاريخيا مهد اللغة العربية. فهمت قصدي؟ لهجة الحجازيين اليوم ليست
أنقى من لهجة الدمشقيين و لا المغاربة.

بل إني أرى عد عربية القرشيين مثالا للفصاحة و أساسا للغة العربية
القياسية كما جمعت قواعدها بالكيفية التي نعرفها جميعا هو نتيجة الأثر
السياسي و الديني، ليس إلا. فلا يوجد ما يدل على أن قريش كانت أفصح لغة
من طيء أو من مذينة أو من هوازن.

ذات الشيء ينطبق و فيما يتعلق بما كررته من حكم غير موضوعي عن من هو
العربي كنت تبرأت منه في بداية ردك عندما كتبت "لست ممن يؤمن بالنقاء
العنصري"، قبل أن تعود لتكتب "فما بالك بمن هم ليسو عربا"، لأن من لم
يكونوا عربا يوم فتح مصر هم اليوم عرب بحكم الثقافة (إن نحينا العرق
جانبا). ما أقصده هو أن سوري أو مصري اليوم ليس أقل عروبة لغة من حجازي
اليوم لان تعليم اللغة تغير و وظيفتها تغيرت، لذا فهذه المقارنة غير
موضوعية. فقد


>>  عزيزي، أحب أن تطرح هذا الاستنكار على مصري ممن يعرفون نسبهم إلى طيء أو
>>  جهينة أو تميم أوقريش، أو على شخص ممن يعتزون بنسب إلى آل البيت
>>  الهاشميين، أو بعربي من شمال البلاد ممن ظلوا على حياة البداوة التي نزح
>
> أنا قطعت الطريق عليك
> فأنا ذكرت أنهم أفضل مني حتى الذين لا صلة لهم بالعرب

لم يكن ذاك طريقي أصلا.
فلم يكن ما كتبت على سبيل بيان أفضلية المصريين على غيرهم، فأنا غير معني
بذلك بتاتا. فالنقاش عن أي القوميات أو الأعراق أفضل لا معنى له عندي و
لا أخوض فيه.
و ربما كنت سأدفع بما دفعت لو كان موضوع نقاشنا عن السودايين أو السوريين
أو المغاربة. فالفكرة المجردة هي ما عنيت و ليس المثال الذي نستخدم
لتمثلها، و كنت أظنني وضحت ذلك في سياق كتبت.


>>  أما عن نقل الكلمة "بالرسم" فيبدو أننا لا نفهمه بالشكل ذاته. و إن كان
>>  توضيحك لما قصدت في مثال التلفزيون يجلي الأمر قليلا فيما يتعلق بكيف
>>  تراه، إلا أنني لا أفهمه فيما يتعلق بالأمثلة التي تتضمن نقل كلمات من
>>  لغات تكتب بنظم كتابة مختلفة، ما بين الخط العربي و اللاتيني مثلا.

> هناك mapping
> بين بعض الحروف هنا وهناك
> وأحياناً يكون مضحكاً
> مثلاً قد تجد أن
> j
> ترتبط مع حرف علة
> والتي بدورها تقلب عينا
>
> وحرف v
> مع حرف w
>
>
> لكن تذكر هذه ليست رياضيات

صحيح. توجد mapping (دالة مجالها أحرف لغات أوربية و مجالها المقابل أحرف
العربية)، لكن مرده و أساسه صوتي و ليس مبنيا على الرسم. هذا ما أقول.
فأنت عندما تترجم اسم Joan of Arch توصلنا تلك الدلة المفترضة إلى أن j تقابلها ج
لكنك عندما تترجم Don Juan فإن الحرف بذات الرسم تتغير صورته في المجال
المقابل إلى خ
نسنتج من هذا أن الدالة صوتية و ليست رسمية.

أعلم و أتفق معك أن التطور الطبيعي للغة لا يقارن بالرياضيات، هذا جلي
لكل من يهتم معرفة القليل عن اللغات و تطورها (تصوري أننا كثر هنا)، كما
أني على علمي بأن التطور الطبيعي للغة ليست له دوما قواعد واضحة فإني من
مؤيدي هندسة اللغة عند القدرة و اللزوم.

>>  الاختلاف بين هذه الحالات المعاصرة و ما كان يحدث قديما هو أن التعريب
>>  قديما كان صوتيا كاملا، بمعنى أن كلمة "ديوان" التي نقلت عن الفارسية
>
> خذها قاعدة من استاذ رياضات
> لا يوجد شيء اسمه كامل أو دائماً أو ...
> في اللغات أو الإنسانيات بشكل عام


هذا أدركه تماما، و لا أظنه يحتاج إلى أستاذ رياضيات لاكتشافه، مع الاحترام.
إنما هي ملاحظات عامة و ليس ترجمة لمعنى احتمال قيمته 1.0


>>
> أخبرني كيف أصبحت
> Beijing (Chinese: 北京; pinyin: Běijīng; Wade-Giles: Peiching or
> Pei-ching; IPA: [pèitɕíŋ]; Chinese Postal Map Romanization: Peking;
> pronunciation (help·info)),
>
> والتي تلفظ
> http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/8/8a/Zh-Beijing.ogg
>
> والتي عربت بكين

سمعت أمس في فلم كوري شخصا ينطق اسم العاصمة الكورية الجنوبية و جالت
بخطري نفس الفكرة، لأنه كان مختلفا عن الذي نعرفه "بيونجيانج".

السبب الظاهر لي هو أن التعريب المستخدم حاليا لم يأت عن  اللغة الأصلية
مباشرة، بل مر بلغة وسيطة، هي هنا لغة أوربية مثل الإنجليزية أو
الفرنسية.
أحيانا ما يكون التعريب عبر لغة وسيطة سببا في تبني اسم هو أبعد صوتا عن
الأصلي مما لو كان التعريب حدث من احتكاك مباشر بين اللغتين.
مثال على ذلك الاسم الذي نطلقه على القومية السائدة في الصين و هو "هان"،
مع أن الصوت في اللغة الأصلية هو أقرب إلى أن ينطق بالعربية "خان"، لكن
لأن اللغة الوسيطة لم يكن فيها ذلك الصوت فقد انقلب هاء و تلقته العربية
عنها، و كان يمكن أن ينقلب كافا مثلما حدث في اليابانية (كانجي = كتابة
خان)


>>  المثال الوحيد فيما سبق على النقل بالرسم بين العربية و لغة أخرى هو مثال
>>  "أذربيجان" إن صحّ حقا أنه نقل عن الفارسية، لانني أرى أن النقل بالرسم
>>  لا يمكن أن يكون بين لغات تستخدم نظام الكتابة ذاته (و يمكن أن تكون
>>  للرموز المتشابهة في كل منها نطق مختلف)
>>
>
> خلاصة كلامي هو لا يوجد قواعد صارمة في الإنسانيات
> ببساطة لانها ناتجة عن تفاعل أشخاص أحرار لا يوجد ما يضبطهم

نتفق على هذا منذ البداية.
و لم أستند في أي وقت في هذا النقاش إلى مرجعيات قانونية حقيقية أو
متصورة، بل هي تفسيرات مبنية على ملاحظات
كذلك لا يمكن لهذا أن يكون حجة لمناوءة محاولة استنباط قوانين من
الملاحظات (و لا ضد اختراع كلمات جديدة كما كتبت سابقا، و هو ما لم يكن
مقصدي)

سلام،
أحمد